فتى وُلد من خطيئة ليلة عابرة، ثم تُرك وحيدًا بعدما تخلّى عنه والداه في صغره. كبرتْ به الأيام تحت رعاية خاله، الرجل الوحيد الذي منحه طيف الأبوة والحنان. لكن القدر لم يشأ أن يطول هذا الدفء، فحين بلغ سن 14، خسر خاله أيضًا، ليجد نفسه وحيدًا يصارع الحياة بين أعباء الدراسة والعمل.
ومع مرور السنوات، صار الفتى شابًا في 17 من عمره، يحمل من الصمت أكثر مما يحمل من الكلمات. و بالصدفة، يلتقي برجل غريب... رجل تبين أنه والده البيولوجي، ذاك الذي لم يعلم بوجوده يومًا. وبين صدمة الأب ودهشة الابن، يجد الفتى نفسه فجأة في منزل عائلة لم يعرفها قط، بين أعمام وإخوة لم يتوقعوا ظهوره، فكيف ستكون نظرتهم له؟ هل سيتقبلونه أم ينبذونه؟
لكن الحقيقة لم تُكشف بعد... فهناك سرّ دفين ينتظر هذا الفتى، سرّ يمكن أن يغير نظرته نحو أبيه للأبد...
متوقفة مؤقتاً.
لم يكن سوى ضحيةٍ لزواجٍ فاشل بين والدين لم يعرفا شيء عن العواطف .
.
دُفع إلى خمسةٍ وعشرين عامًا من العيش بين الإهمال والقسوة، بين الوحدة والظلام،
.
طفلٌ لم يُرِد أكثر من حضنٍ صادق، أو نظرةٍ مهتمة، أو حتى سؤالٍ عابر عن حاله.
.
كبر وهو يحاول إصلاح ما لم يفسده،
يحاول أن يكون الابن المثالي في روايةٍ لم يختر فصولها،
أن يُرى، أن يُعترف بجهده، أن يسمع من والده جملةً واحدة: "أنا فخور بك."
.
فعل كل ما بوسعه ليكون مرئيًا في عيني رجلٍ كان دائمًا غائبًا،
ظنّ أن الحب يُنتزع، وأن العطف يُستحق بالإنجاز.
.
لكنه أدرك بعد فوات الأوان،
.
أن العطف لا يُطلب، والحب لا يُتسوَّل،
وأن ما يُمنح بعد رجاء، لا يُسمى حبًا، بل شفقة مغلفة بكلماتٍ دافئةٍ لا تدفئ.
.
ومع ذلك، جاء هذا الإدراك متأخرًا...
جاء حين بدأت أيامه ترحل ببطء،
حين صار يعدّ الليالي بدلًا من الأحلام،
حين بات يندم - لا على ما فعله - بل على كل ما تمنى فعله وخاف،
خوفًا من خذلان أبٍ لم يكن يتوقع منه شيئًا في الأصل.
---
" المرض في مراحله المتأخرة ، انا اسف في حالتك لا يوجد علاج ".
.
تحدث الطبيب بنبرة ثقيلة وخلع نظارته واضعها جانب ، ونظر للشاب امامه ..لم يكن الشاب خائفاً ،ولم يظهر الذعر او الخوف من حقيقة ان العد التنازلي قد بدأ بالفعل لانهاء حياته .
.
" برأيك ، كم ت