غُبارٌ أسوَد

لطالَما تلطّخ الأسود بالقَذارة وسُمعَتُه باتَت بالحَضيض لارتِباطه بِمَساوء الحياة ومَشاعِرُنا الكَئيبة وأفكارٌ غلّفها الظّلام حتى أسميناها بالسَوداوية...

لونُ مُعتِم يُذَكّرُنا بكوابيسنا بل والخَوف تملّكنا ومنعنا من النّظر أسفل سرِيرَنا لاحتِكاره تلك المَساحة جاعِلاً منّا نرى وحوشاً عملاقة لا وجود لَها..

نحبُّه رغم كُرهنا الشّديد له، أساسي في حياتنا حتى بِمَلابسنا رُغم نُبذه..

رِداءُ العَزاء لكونه يَعرُب الحزن ولكنّه ذو هَيبة وبرّاق يُلفِتُ الأنظار المُعجبة بينَ أصحاب الحَفلات.

طِلاءٌ مُظلم يَعيشُ تشَتُّت بينَ الرّغبة والنّفور.
أضحى لا يَعرف ذاته إن كانَ مُريح للعَين أم فاسِدٌ
للبَريق.
أهو برّاق لدرجة التسبّب بالعَميان وما عاد النّاس يُبصِرون سحره؟
أم مُنطفئ ولمعته هجرَته مُحاوٍلةً إنقاذ نفسَها من تَلطيخ سُمعتَها بسببه هي الأخرى؟