تحت سماء العراق الممتدة كوشاح من الأسرار، وعلى جبال روما التي شهدت ولادة الملوك وسقوطهم، تتشابك الأقدار كما تتشابك حبال الرياح في عاصفة عاتية. هنا، حيث تختلط الدماء بالجشع، والحب بالخيانة، والعائلات بالألغاز المنسية... تبدأ الحكاية.
في ظلال المدن العتيقة، يتناثر الغبار فوق الأروقة الحجرية لروما، ويعبر نهر دجلة بين أضلع العراق كخيط من النور المظلم. ينحت القدر مصائره على أجساد تتشابك أرواحها في متاهة لا خروج منها. هنا، يتنفس التاريخ بينما يعزف الوتر الأخير للأباطرة، وتتشابك مصائر لم تختَر الحياة، بل اختارتها النكبات.
في أعماق تلك الأجساد المليئة بالقوة والهيبة، ينبض قلب أسود قد يكون صلبًا كالصخر، لكن تحت صلابته تكمن شرارة. شرارة لا يعرف صاحبها إن كانت ستحرقه، أم تقوده إلى الخلود. في العيون التي تترقب النور يكمن سر خفي، وفي القلوب التي تنبض بالحب يتوارى الخوف.
نغرق في بحر من الأسرار، حيث لا ينجو سوى من يملك الجرأة ليغوص في الأعماق بلا رجعة، لأن العودة ليست خيارًا...