تكلم...قلها... لا أستطيع فقط قلها!!! قلت لا أستطيع....إنها، إنها أمي كيف لي أن أفعل هذا؟...كيف لي أن أنسى بعد أن اتضحت كل الصور في مخيلتي...لم أكن مريضا أو مختلا يوما...لم أكن متلبسا من قبل كائنات خارقة للطبيعة...و لم أكن أهذي أبدا...أنت المجنون...أنت كنت المختل طوال الوقت...أنت الفاعل و أنا متأكد من هذا....سوف يضهر الحق مهما طال الزمن و ستكشف كل أفعالك...رأيتك...رأيتك...تلك الذكرى محفورة في رأسي و لن أنساها أبدا. الفرق الوحيد أنها كانت مشوشة و لكنها اتضحت الآن... أنت اخترت...و أنت مسؤول عن اختياراتك...أنت اخترت أن تراني على هاته الهيئة...قاتل؟ ههه ....أنت اخترت أن تراني مجرما...أنت اخترت أن تراني قاتل أمك..لم أجبرك على فعل هذا.. أنا فقط أجاريك....و لكن يبدو أن وقت اللعب انتهى و حان دورك... حينها فقط...حينها فقط شعرت بالوخز أسفل رأسي...حاولت تذكر ملامحه، بنيته، أي شيء قد يمكنني من الوصول إليه و لكن دون جدوى.. كل ما استطعت تذكره هو ذلك الموقف...صوته...لن أستطيع نسيان صوته... أنا الآن في مكتبي ...مجددا.. أتصبب عرقا و أرتجف..كل مرة تقرر تلك الذكريات المؤلمة زيارتي دون سابق إنذار ينتهي بي المطاف محبطا و منعزلا...لأنني لم أستطع إيجاده...مجرد ذكريات مبعثرة تأتيني على شكل حالات من الهلع...قال طبيبي أن الحل الوحيد لحالتي هذه هو فك اللغز...أن أجد مصدر كل هذه الذكريات و معرفة سببها....و الأهم...معرفته هو...قاتل أمي..و لكن الجميع يتهمني بالجنون..كل ما أسمعه هو أن أمي ماتت منتحرة و لكن سبب انتحارها مجهول...كيف لها أن تفكر في هذا أصلا و هي نبع الفرح و التفاؤل في عائلتنا...أعرفها جيدا...لم تكن لتفكر في هذا أبدا... تلك الذكريات...لا يمكن لتلك الذكريات أن تكون موجودة داخل رأسي عبثا...سوف أجده...سوف أجد قاتل أمي..All Rights Reserved