في عالم مليء بالفراغ والظلال، حيث يعجز الأمل عن إيجاد مسار واضح في زحام الحياة اليومية، كانت هي مثالًا حيًا لهذا الوجود المُعذب. شعرت دائمًا أنها عبء على من حولها، كأنها خطأ في الحياة التي لا تُظهر لها إلا الوجوه المعتمة. كانت تحاول دائمًا أن تتخلص من هذا الثقل، أن تمحو آثار وجودها من عيون الآخرين، لكنها لم تستطع أن تنفصل عن هذا الشعور الثقيل الذي يرافقها كأنها جرح لا يشفى. قررت أن تكون التوبة، أن تسعى لتصحيح ما فاتها، لكن الطريق أمامها كان شائكًا، مليئًا بالوهم أكثر من الحقيقة. البطل، هو الآخر، كان يعيش في هذه الدوامة الفلسفية، يرى العالم بلا معنى سوى ما يعكسه من مشاعر، لا يصدقه حتى في لحظات السكون. عائلته، التي كانت ترى فيه شيئًا غير مرغوب فيه، تقاطعه ببرود، لا تبالي بشيء سوى بقاءه بعيدًا عنها، يعاملونه كأنه غريب، يمر في حياة لا تخصه. كانت علاقته بالعالم قريبة من الفراغ الذي يعانيه، كل شيء كان يبدو ضبابيًا، بلا هدف واضح. ثم جاء اللقاء بينهما، بشكل عنيف وكأنهما تصادما في فراغ الوجود ذاته. لم يكن اللقاء سوى تصادم آلام وآمال مكسورة، دفعتهما الحياة إلى ساحة معركة داخلية لا تنتهي. بدأ كل منهما في إلحاق الأذى بالآخر، ولكن الأذى هنا لم يكن سوى أداة لإصلاح الذات، لتكسير الحواجز التي وضعها كل منه