أرمانا" كانت مكانًا لا يُرحب بالدخلاء، فكل شبر من أرضها مسكون بأسرارها القديمة وقصصها التي لم تُروَ بعد، وحكم المدينة الذي تناقلته أجيال كثيرة يحظر على الغرباء دخول قلبها المقدس. لكنه، حمل الصندوق وكأن حياته تعتمد عليه، لم يكن ليقف عند الأبواب الخارجية، فقد جاء للبحث عن شيء لم يفصح عنه، شيء حيوي بالنسبة له وكأنه جزء مفقود من نفسه. بدأت تتبعه بخطوات خفية، تراقب تحركاته، وفي لحظة مصيرية، اعترضت طريقه قائلة: "لا أحد يدخل هذه المدينة إلا وترك وراءه شيئًا أثمن مما سيحصل عليه." تفاجأ من جرأتها، لكنه لم يُظهر ذلك، ونظر إليها بعينين تلمعان بحزن دفين، وقال بهدوء: "أبحث عن ماضٍ ضاع مني... وأعتقد أن أرمانا تملك الأجوبة."