في ليلةٍ غابت عنها النجوم،
وسرت فيها الرياح بلا وجهةٍ أو مرسوم، تلاقت الأرواح الثلاث، في طرقاتٍ لم يُسلكها من قبلهم إنسٌ ولا جان.
الأولى همسها كالنار،
والثانية ظلها كالليل بلا قرار،
أما الثالثة، فلا صوت ولا صدى،
كأنها سرابٌ يحاكي المدى.
تسير كل واحدةٍ في دربٍ مسكون،
وبين أنفاسهم لغزٌ لم يُفهم ولا يُصون. كلما اقتربن من الحقيقة،
ابتعدت كطيفٍ عابر،
وكلما حاولن الفكاك، تشابكت حولهن الخيوط كالحصار.
حتى بدت الحقيقة كسرابٍ يتلاشى
كلما اقتربن منه،
والظلام يلتهم ما تبقى من نور.
لم يكن في الأفق سوى انتظارٍ مرير،
حيث كل خطوة تحمل معها مصيراً مجهولاً، وكأن القدر ينسج خيوطه حولهن
بصمتٍ لا يحتمل.