خيوطُ القَدَر تَهاوَت خُيوطُ القَدَرِ على عَتَباتِ الفَقْرِ الهَزيل، بَيتٌ كَسيحٌ يَكتَسي حُلَّةَ السُّكُونِ المُقيمِ في حُجراتِه، وأبٌ مُنكَسِرُ الطَّلْعَةِ، تُحيطُهُ أمَانيهِ المُنْهَكَهْ. يَبيعُ العُمرَ أَقساطاً، يَشُدُّ يَدَيهِ عَلى يَديْها، ويَدفَعُهَا لِطَريقٍ خَفيٍّ، يَحمِلُ في حُفَرِه كُلَّ ضَياعٍ. تَتأمَّلُ قَلبَها المُنحَني على عَتَباتِ الحُلمِ الضَّائعِ، فَتَتَهادى في لَيلِهِا، كَمَن يُساقُ إلى مَجهولٍ بِلا عَينَينْ. تُطلُّ بَصَمتِها على قَصرٍ مَهيبٍ، يَحمِلُ بَردَ الغِنَى وَقَسوةَ التَّرَف، وَيُكفكِفُ جُرحَها المَغلُوقِ في سِرٍّ، كَدمعةٍ هَامِسةٍ، تَحملُ بُعدَ النَّدم. خيوطُ القَدَرِ تَنسُجُ أشرعةً على مَوجِ الغَرَبِ، حيثُ الشَّمْسُ خَجِلَةٌ، وسِماتُ الفَقْرِ تُضيءُ زوايا البيتِ صامتةً، تَحْكِي بِدُونِ كَلَامٍ، أَلْفَ قِصَّةٍ مَكتُومة. عَروسُ الصَّمْتِ تُسَاقُ، نَحْوَ طَريقٍ كأَشْواكِ الرَّغْبةِ، تُحْملُ بَينَ أيدي الرِّجالِ مُبتورةَ الأَحْلامِ، تَزِفُّها كُلُّ دَمعَةٍ خَجُولٍ، حَتى يَبِيعهَا الفَقرُ صَكًّا يَتهادَى بِثَمنٍ صَكِيبٍ يُشْتَرى بِهِ دَفءَ النِّسيَانِ. وهو، ذَاكَ البَعيدُ المُحْتَشِدُ بِالضَّحِكِ، يَخُونُها فِي أَروِقَةِ المَكAll Rights Reserved
1 part