دماء تحت القمر

يبدأ كل من نسار وإيريس برؤية العالم بمنظور أكثر تعقيداً وتنوعاً. لم يعدا ينظران للأشخاص فقط كأدوات أو أعداء، بل ككيانات تعيش قصصًا وأهدافًا متعددة في هذا العالم المتشعب. وبدلاً من التركيز فقط على القوة أو النجاة، أصبحا يدركان أن للعالم قوانين وحقائق أعمق، تتجاوز القوة والخلود.

تزداد رؤية نسار حدة وبرودة؛ يرى في الحياة مسرحًا لا بد أن يُحكمه بقبضة حديدية، ويفكر أن القوة يجب ألا تكون إلا وسيلة ليرتقي بالذات، بعيداً عن الصراعات الصغيرة التي تتغذى على مشاعر الانتقام والغضب. أما إيريس، فتشعر أن الغموض الذي كان يحيط بالحياة قد بدأ في التلاشي، وتؤمن أن قوتها يمكن أن تكون وسيلة لاكتشاف الحقيقة عن ذاتها والعالم. تراها تراجع حساباتها وتفكر بعمق؛ تتساءل عن سبب ارتباطها بنسار، وترى فيه شريكًا قد يكون عدوًا خفيًا أو مصدرًا لقوتها.

يستكملان رحلتهما عبر مدن وأراضي جديدة، وعيونهما على الجنوب، حيث الأساطير والحكمة القديمة. خلال الطريق، يواجهان قوىً وأشخاصًا يفوقونهما خبرة وقوة، مما يجعلهما يتكيفان، يخططان، ويتلاعبان بالأحداث. يدرك نسار أن عليه استعمال التلاعب لا القوة وحدها للوصول إلى أهدافه، بينما تسعى إيريس لتجنب أن تصبح بيادق في خططه، رغم شراستها في بعض الأوقات، حفاظاً على كيانها وكرامتها.