هي خدعة تتنفس الصدق، وهو حقيقة تُتقن فن الخداع. ما أُعطي العقل إلا ليكون مرآةً للباطن، وما خُلق السيف إلا ليُلاقي درعًا يُلائم جراحه.
قال دوستويفسكي: «إن قلوب الناس صناديق مغلقة مفاتيحها التجربة». فكان من التجارب ما كشف عن جوهر الإنسان وزيف القناع.
تشان لو، تلك الساحرة أو العرافة نادِها ما شئت.. التي تدّعي الحكمة الغيبية، كالأفعى التي تُحيط بعنق فريستها، تلتف حول أحلام الأثرياء المذعورين، ترسم لهم صورًا عن عالمٍ غريب، وهم اللعنات، تبيع لهم سطورًا كُتبت من أكاذيب، فلا يعرفون أنهم يشترون سرابًا. تسلب أموالهم برقة الأصابع، وتنهب أرواحهم بلا رحمة.
ولكن القدر، كما هو الحال دائمًا، لا يدع الخديعة تمر بلا حساب. جاء دراكوف تراسوف، رجل من الأرض القاسية، روسيا الباردة، عينيه كالثلج الذي لم يعرف الذوبان، لا يعرف الحيلة، ولا يحتاجها، لهُ عقلٌ مُحكم..
يراه الناس باردًا، لكنه نارٌ تحت التِبن.
بدأ الصراع يتجاوز الكلمات، تحديًا بين أرادتين، بين عقلين يدركان أن الفوز لا يعني البقاء، وإنما السيطرة على كل شيء. لعبة الموت والذكاء، حيث من يغفل، سيكون مصيره الهلاك.
وفي النهاية، كان هناك شيء واحد واضح: أن المواجهة لن تُحسم بالكلمات أو بالأسلحة، بل بحقيقة واحدة؛ في تلك اللحظة، من سيظل واقفًا بعد كل شيء؟
.