"للأسف، عثرنا على الهاتف بالمقابر." نطق بها الشرطي محدثًا إياي برسمية. فغر فاهي بصدمة مما قيل، ثمة أشياء غريبة تحدث، لكن تُرى ما هي؟ ما الذي يذهب بهاتفها إلى المقابر؟ حقًا، قد شُل عقلي تمامًا؛ فعدتُ لا استطيع التفكير، فقط خوفًا ينهش بي. نبستُ بصوتٍ قد سيطرت عليه صدمة جلية: "ماذا؟ المقابر؟ ماذا يفعل الهاتف هناك؟ هي لم تذهب إلى المقابر من الأساس! أرجوك، طمئن قلبي." أجابني الشرطي بحيرة من الأمر: "حقًا، لم نعرف هذا قط، لكن من المحتمل أن أحدًا قد قطع طريقها للسرقة، أو ما شابه، وقد ذهب بها إلى المقابر؛ ليخفي آثار الجريمة، لكن هذا ليس أكيدًا حتى الآن." شعرتُ حينها بوغزٍ بقلبي، ما الذي تفوه به لتوه؟ نبستُ بصوتٍ جاهدتُ لإخراجه: "ماذا تقصد؟ أتقصد أن…أن مكروهًا قد أصابها؟ لا، لا، أصحيح، لم يصبها مكروهًا، أصحيح؟" أما هو، فأجابني نابسًا بشفقة على حالي: "إهدأ، يا بني، نحن لم نعرف قط، لكن عليكَ التماسك، والإجراءات لازالت مستمرة." كان الألم ينحر بي؛ فماذا يقصد بقوله:"عليك التماسك"، هذا يعني أن مكروهًا قد أصابها، لكن قطع شرودي ما رأيته بغتة، تسارعت أنفاسي؛ فغدوتُ لا أطيق أخذها، معدل خفقان قلبي قد ازداد؛ فكيف لي أن أبصر ما أراه الآن؟ تمتمت وعيوني جاحظة بصوتٍ خفيضٍ من الصدمة : "أمي!"
1 part