أنفاسي عالية، وشعري منتشر بشكل فوضوي على جسدي، وأركض بأقصى سرعتي في تلك الشوارع الفارغة. مظلمة ومخيفة ومرعبة. لكن كل هذا لم يخيفني بقدر ما أخافني من الهروب منه. ثوبي الأبيض، الذي يصل إلى ما تحت ركبتي، مملوء بالدماء التي تسيل من رأسي والجروح من يدي. كل هذا من تعذيب الإنسان الذي كان ينبغي أن يكون مصدراً للأمان. أمام أعين من يتسمو عائلتي. ركضت بكل سرعتي متجاهلة الألم في جسدي، بينما لم أكترث للألم في قدمي العارية. كل ما يتبادر إلى ذهني هو الكلمات. اهربي، اهربي، اسرع! لا تدعيهم يجدوك، سيقبضون عليك، ستعودي إلى ذلك الظلام والألم، سيعذبونك مرة أخرى! اهربي! فجأة وقفت متجمدة من الرعب عندما توقفت أمامي سيارة سوداء كبيرة، وبسرعة ودون أن أدرك شيئاً، خرج الشخص من تلك السيارة حتى لم ألاحظ من هو أو هويته! وبسبب سرعته اقترب مني وحملني على كتفه. ومن الصدمة والرعب لم أتكلم ولم أقاوم. إنتهى الأمر. لقد وجدني عدت للجحيم، أليس كذلك؟
1 part