يُقَالُ دَومًا أَنَّ الغَرائِزَ البَشرِيَّةَ لَا تَثَارُ إِلَّا بِمَا تُحرَمُ مِنهُ، فَتُسَارِعُ فِي خفيتِهَا إِلى مَا كانَ مَحظُورًا كَأَنَّ الحَرَامَ هُوَ الوقُودُ الَّذِي يشتَعِلُ فِي دَاخِلِهَا، فتتَوَهَّجُ وَتَتَفَجَّرُ فِي كُلِّ خَطوَةٍ لِلرَّغَبةِ المَكبوتَةِ، حَتَّى تَصبِحَ تَركُهَا أَعَزَّ مِن كُلِّ مَا سُمِحَ بِهِ، فَيُحَوِّلُ الحُرمانُ إِلى لَهبٍ لَا يَخمدُ إِلَّا بِالِتَّهَابٍ أَعْمَقَ، حَتَّى تُبَاحُ الإِثمَ فَتَغدُو الغَايَةُ فِيهِ لَذَّةً لَا تُقَاوَمُ، وَكَأَنَّ الذَّنبَ نَفسَهُ يُصبِحُ رَغبَةً نَقِيَّةً تُغَذِّيهِ الشَّهوَةُ المَمنُوعَةُ.All Rights Reserved
1 part