وَطَري

تستقر أمام المرآة.. تطالع شكلها المعتاد للمرة الأخيرة.. ثم أخذت تتحسس شعرها الطويل و وجهها الناعم، تودع ما يضج فيهما من جمال و أنوثة.
لتبدأ أولى خطوات التغيير بنزع القلادة الهلالية التي تطوق رقبتها، و التي تمثل جزءا كبيرا من هويتها.. فتتذكر أمها و تتذكر ذلك الموقف المحفور بذاكرتها.. منذ أن ألبستها القلادة و هى لم تخلعها طيلة السنوات الماضية.. و لكن اليوم ستتخلى عنها دونا عن إرادتها، قائلة في نفسها: سامحيني يا أمي.. لابد أن أفعل هذا.. حتى و إن خلعت قلادتك، ستبقين في قلبي إلى الأبد.