تضخمت النيران ونُثرت على سطح الموقد كله وارتفعت حتى لامست السقف، ثُمَّ ظهر ذلك الشبح المخيف محلقًا فوقها، جحظت مقلتيها بذعر وعقلها يطرح تساؤلًا: أيهما الواقع ما عاشته سابقًا أم ما تعيشه الآن؟!!! قبل أن تفكر في إجابة تساؤلها أو تنتقل لنقطة أخرى ازداد جحوظ عينيها وهي تسمع صوتها خلفها تماما تغسل بعض الأواني تكمل ما كانت تدندن، زلزل جسدها الهزيل ولم تعد ساقيها قادرتان على حملها دارت قليلًا برأسها فرأت شبيهة لها، التفت برأسها جهتها وابتسمت بطريقة مُخيفة وأعين حمراء تشتعل النيران داخلها وتتراقص. أغمضت عينها تبتلع حنظل ريقها، فرأت نسخة ثانية منها بجانب الأولى تفتح الخزانة تبحث داخلها، التقت مقلتيهما كانت كسابقتها تمامًا، ثم استمعت للثالثة فالرابعة، اجتمعوا واتجهوا صوبها، حاوطوها من جميع الجهات ثم انقضوا عليها تحركت النيران لتكون حولهم دائرة، وذلك الشبح يطير فوقهم يتلو كلمات غير مفهومة، حاولت تحريك ساقيها والفرار؛ فوجدتهما مثبتتان بالأرضية ملتصقتان بها، تدافعت دقات قلبها وتصارعت، ارتفع صدْرِها صعودًا وهبوطًا بحركات هوجاء ألمتها وزادت مِن ضعفها، حاولت تلاوة القرآن، ولكن حُشر صوتها داخل جوفها وخرس لسانها؛ فانسابت دموع القهر والفزع. #soly_fadelAll Rights Reserved