في قلب القارة السمراء، حيث تنبض الحياة بين كثبان الصحراء وجداول السافانا، نشأت ليولي تيانا. طفلة بريئة بعيون تحمل دهشة العالم، لكنها كبرت في ظل واقع قاسٍ، حوّل تلك الدهشة إلى نظرات عميقة مليئة بالحكمة. تيانا، ابنة الرياح والحرية، كانت دوماً تشعر أن العالم أكبر من قريتها الصغيرة، وأن قلبها يتوق إلى مسافات أبعد، حيث يلتقي البحر بالسماء. بعد رحلة طويلة من التحديات، قادتها الأقدار إلى إسبانيا، حيث اختلطت الرمال الذهبية برائحة البحر المالحة. هناك، على شواطئ المتوسط، لم تكن تيانا تبحث عن شيء بعينه، لكنها شعرت أن هذا المكان قد يمنحها بداية جديدة. كأن صوت الأمواج همس في أذنها بحكايات لا تعرفها بعد، حكايات عن الحب، عن الانتماء، وعن المعارك التي يخوضها الإنسان مع نفسه. كان البحر مرآة تعكس ماضيها ومستقبلها، والرمال تحت قدميها كانت أكثر من مجرد أرض؛ كانت شاهدة على قصتها القادمة. وفي تلك اللحظة، لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير إلى الأبد، وأن لقاءً عابراً على هذا الشاطئ سيكشف لها عن مشاعر وقصص لم تخطر على بالها يوماً. هكذا تبدأ حكاية تيانا، بين رمال البحر وضوء الشمس، حيث تلتقي الأقدار في مكان لا يعرف سوى البدايات.All Rights Reserved