كتاب سننجو بإذن الله

قبل أن تقرأ هذا الكتاب، افتح قلبك وتأمّل في جمال هذا الحديث القدسي الذي ينبض برحمة الله ولطفه:
"أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرّب إليّ شبرًا تقرّبت إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليّ ذراعًا تقرّبت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً."

تخيل هذا المشهد العظيم، تخيل أنك تخطو نحو الله خطوة صغيرة، فيأتيك بخطوات كبيرة، يقترب منك أكثر مما تقترب أنت منه، يفتح لك أبواب رحمته دون تردد. الله لا يريد منك الكمال، لكنه يريد منك العودة. يريد منك أن تعود مهما أثقلتك الذنوب وأرهقتك الخطايا.

يا من أثقلته الأعباء، يا من شعرت أن خطاياك قد حجبتك عن النور، لا تخف، لا تيأس، فإن الله يناديك في كل لحظة: "فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ" [الذاريات: 50]. اهرب من همومك، من أعبائك، من نفسك، إلى الله الذي لا يغلق بابه أبدًا، والذي يفرح بعودتك فرحًا لا يوصف.