أيها الفتى، أتراكَ ترى الجوارِيَ حولي؟ اتستبصر أنهنَّ يملأنَ القلب وما بهِ؟ هيهات! هنَّ مجرد زهورٍ في حديقةٍ غربيه، لا يثيرهنَّ شمسٌ ولا قمرًُ. يأتين، يذهبن، يتبدَّلن كأنهنَّ سحابٌ عابر. لا يعني لي منهنَّ شيء. أما أنت، فشيءٌ آخر. أنت الذي لو اقتربت، لنسفتُ هذا العرش بأسره. أنت الذي لو تحركتَ، لاملكت الكون بين يديك. لا أحتاج لأحدٍ منهم، لا لحديثهنَّ ولا لضحكاتهنَّ. كلهنَّ كالظلِّ الذي يختفي مع طلوع الفجر. فلتنظر إليَّ الآن، ولتجدْن كأنكَ لا تدري بأنك لو دنوتَ تُقَسَّمُ لي الدنيا، ويُزهِرُ ما يَبيدُ. أتيتكَ بأرضٍ كلما مرَّ طيفُها تهامسَ فيها الليلُ، وارتعشَ الجُدودُ. دع العالمَ الساهي وراءك، واصطبرْ، فإنَّ الذي عندي يفوقُ الذي تَودُّ. تعالَ، وإن عزَّ اللقاءُ فمهجتي سَتُشعلكَ عشقًا لو بدا منكَ صَدودُ. الروايه blAll Rights Reserved