"كان الأمر أشبه بانعقاد مجلس شورى عاجل داخل جسدي. كل خلية صرخت برأيها بصوت عالٍ، حتى بدا أن قلبي هو رئيس الجلسة الذي يحاول فرض النظام بلا جدوى. العيون أعلنت احتجاجها على السهر المتكرر، بينما الرئتان طالبتا بإجازة للتنفس بعيدًا عن دخان المدينة. المعدة تدخلت صارخة: 'متى ستتوقفين عن اعتبار الشوكولاتة وجبة غذائية كاملة؟!'، ثم ظهرت الأذن متذمرة: 'هذا يكفي، أصوات أحبالك الصوتية أصابتني بالإرهاق!'، واللسان لم يفوت الفرصة ليعترض قائلاً: 'وأنا الذي أدفع الثمن في معاركك اليومية مع الطعام الساخن والمحادثات الطويلة!'، وكلما حاولت التهدئة، اشتعل النقاش أكثر، حتى شعرت أنني مجرد مشاهد عالق وسط هذه الفوضى الحيوية."All Rights Reserved