أَعلىٰ سَفْحِ ذاكَ الجَبلْ يتَردَّدُّ صَدىٰ صُراخ ملأَ أرجَاءَ الغابَة .... صُراخٌ تَهتزُّ لهُ الأبْدان وَ تَقشَعِّر الجُلود .... كَلحنِ مَوتٍ بَطيءْ ، يَتردَّد صَداهُ حول تلِكَ الجَاثِيةِ أمَام جُثَّتيّ رُوحِها المُثقَلة.... صُراخُ رُوحِها الَّذي مَزَّق حنجُرتَها، كَان كَفيلاً لِيُعلِمَ كلَّ ما حَولَها بحُرقَتها .... كل ما حَولها ميِّتٌ بِنظَرِها وَ طَنِينُ أُذنيْها جَعلها تُغلقُ مُقلتيْها الَّتي تَسيلُ مِنها الدِّماءُ بَدلَ الدُّموعْ..... غَافلةً عَن الَّذِي قَام بِصُنع المَشهَد ، ويَقفُ علىٰ بُعد خُطواتٍ منْها .... فتَرتَعِد أَوصَالُها لصَوتِه الَّذي اعتَادَتْ سَماعَهُ فِي كَوابِيسِها الَّتي عاشَتْها بِكُلِّ حَذافِيرِهَا .... "آمُلُ أنَّ الهَديَّة أعْجبَتكِ يا ابْنتِي ..." أَجَل إنَّهُ جَلَّادهَا.... عَاد ليَضعَ لَمسَاتهِ الأَخيْرة فِي جَلدِ روْحِها وَسلْخِها عَنْ جَسدِها ..All Rights Reserved