الوداع الأخير

الحب يا سيدتي ليس شخصًا يطرق بابك ليحملك على جناح الخلاص، ولا مرآة تقول لك إنك جميلة وفق معايير الآخرين. الحب هو شمس تنبعث من داخلك، تدفئك حتى وإن لم يحتضنك أحد. الجمال ليس وجهًا مرسومًا وفق قوالب، بل نور داخلي ينعكس في ابتسامتك، في كلماتك، في طريقة وقوفك بشموخ رغم انكساراتك.

أما عن من يحبون بصدق، فلتعلمي أن الصدق في الحب ليس ضعفًا، بل هو قوة نادرة. إن كنتِ قد أحببتِ ولم يُقدَّر حبك، فهذا لا يعني أنك خسرتِ، بل يعني أن من قابلوا صدقك لم يكونوا جديرين به. الحب الصادق كالنهر، لا يتوقف عن الجريان، لكنه يحتاج إلى أرض تعرف كيف تُزهر بفضل عطائه.

لا تخافي من الوحدة، فهي ليست عدواً. الوحدة هي فرصة لأن تلتقي بذاتك، أن تصادقي ضعفك وقوتك، أن تكتشفي أنكِ كافية كما أنتِ. لا تنتظري من أحد أن يُكملكِ، فأنتِ كاملة بذاتك. الحب الحقيقي يبدأ من الداخل، من قبولك لنفسك كما هي، ومن فهمك أن الجمال الحقيقي ليس ما يُرى بالعين، بل ما يُشعر به القلب.

وإن شعرتِ يومًا أنكِ لن تعثري على شخص يحبك كما تستحقين، فتذكري أن الكون لا يخطئ في توقيته. في اللحظة التي تملكين فيها حبك لذاتك بكل تفاصيلها، ستجدين أن الحياة تقدم لكِ ما كنتِ تظنينه مستحيلًا.