المقدمة
هل شعرت يومًا بأن العالم الذي تعيش فيه ليس كما يبدو؟
أن الظلال التي تتبعك في الطرقات تحمل أسرارًا أكبر من قدرتك على الفهم؟
في العتمة، هناك ما يتربص. كيانٌ أبدي، ليس بملاكٍ ولا بشر. قوةٌ مطلقة، تجسد الحقد والغضب، مدفونة منذ قرون طويلة، لكنها لم تُنسَ. لقد حُبِس هذا الكيان داخل تابوتٍ مقدس، ليس رحمةً منه، بل خوفًا من أن يبتلع العالم بأسره.
قبل ألف عام، أُريقت أنهارٌ من الدماء لتُخمد جحيمًا لا يرحم، لكن الدماء لا تنسى، والأبديون لا يموتون. الآن، في زمنٍ فقد فيه البشر ذكرياتهم عن تلك الحقبة المظلمة، تحررت القيود، وانطلق الجحيم من جديد.
إنهم لا يعرفون...
أن الموت ليس النهاية.
أن الظلام لا يغفر.
وأن هناك لعنة أبدية كل شيء إلى نقطة البداية.
احذر، أيها القارئ، فقد تلامس هذه الكلمات روحك، وقد تناديك الظلال باسمك.
ولكن تذكر...
ليس كل من يقرأ هذه القصة سيعيش لينهيها.
"عندما يُسحق القلب تحت وطأة الخيانة، لا يبقى للإنسان سوى خيارين: أن يُدفن تحت رماد ضعفه، أو أن يقوم من بين الركام، جمرًا لا يُطفأ ونارًا لا تُروى."
هو لم يولد شريرًا...
كان قلبه نقيًا كصفاء السماء، وروحه وادعة كطفلٍ يحلم.
لكنّهم، بخيانتهم، بكذبهم، بغدرهم الذي فاق حدود الإنسانية، نزعوا من صدره الرحمة، واقتلعوا منه الطمأنينة، فصار شيئًا آخر...
صار لعنة!
قالوا له: انْسَ، الزمن كفيل بأن يُبرد الجراح.
لكنّه آمن بأن الزمن لا يُصلح شيئًا، بل يربّي الغضب، ويُنمّي الحقد، حتى يُصبح الانتقام فريضة.
سُلبت منه الطفولة، قُتلت أحلامه بيد من ظنّهم أمانه.
والآن، عاد... لا لينتقم فقط، بل ليُعيد كتابة القصة بطريقته، بحبرٍ من الدم، وبحروفٍ من وجع لا يُغتفر.
لن يدقّ باب الرحمة، لن يطلب العدالة من قانونٍ صامتٍ أخرس،
بل سيكون هو القانون، هو الجلّاد، وهو النهاية لكل من ظنّ أن الطعن لا يُرد.
صوته هادئ... خطواته صامتة... لكن خلف عينيه سُعار جحيم.
من عبث بماضيه، سيلقى حاضرًا لا يُطاق...
ومن خان ثقته، سيتوسل الموت ولن يناله.
هو لا ينتقم...
هو يُعيد التوازن لهذا العالم الظالم بطريقته!