خَلّفَ قُضبانِ صيدنايّا

في زوايا الظلام التي لا تطالها أشعة الشمس، يقف سجن صيدنايا كقلعة للرعب والغموض، يلفه صمت ثقيل لا يقطعه سوى همسات المعذبين وأصداء الألم المكتوم. هناك، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والكابوس، يتحول الإنسان إلى رقم، والصوت إلى سراب لا يسمعه أحد.

لكن هذا السجن ليس كأي سجن آخر. إنه بوابة إلى المجهول، حيث الأرواح المعذبة تئن، والقصص التي لا تُروى تتكدس كجثث مهملة في ركن الذاكرة. في هذا المكان، لا يواجه الإنسان القضبان وحدها، بل يقف أمام ذاته، أمام شياطينه التي لم يدرك وجودها من قبل، وأمام ألغاز لا تفسير لها.

ما الذي يختبئ خلف جدران صيدنايا؟ هل هي مجرد مآسٍ بشرية، أم أن هناك ما هو أعمق، ما هو أشد ظلامًا من الظلم نفسه؟ هذه الرواية ليست عن السجن فحسب، بل عن الرعب الذي يزحف في الأرواح، والخوف الذي يجعل حتى المجهول يبدو مألوفًا بالمقارنة.

هل تجرؤ على الدخول إلى هذا العالم، حيث المجهول ليس نهاية الطريق، بل بدايته؟