المقدمة لم أكن أعرف أن هناك نوعًا من الصمت يستطيع تمزيق عقلك. ليس ذلك الصمت الذي يشعرك بالراحة، بل ذلك الذي يجعلك تسمع كل نبضة في قلبك كأنها طبول حرب. الصمت الذي يجعل الهواء حولك يبدو وكأنه يخنقك، يضغط عليك من كل زاوية حتى تكاد تشعر بعظامك تتكسر من الداخل. رائحة الحديد الممزوجة بالدماء كانت ثقيلة، كأنها جزء من الهواء. الجدران، الباردة كالقبور، كانت تحمل بصمات لا تُمحى؛ آثار أيدٍ، خربشات، كلمات محفورة بأسنان شخص ما ربما... أو بمخالب. في هذا المكان، لا شيء يبدو حقيقيًا. كل شيء ينبض بالحياة، لكنه ميت. الضوء الخافت الذي يتسلل من السقف لا يكفي لتوضيح الطريق، لكنه يكفي ليعكس الظلال التي تتحرك... لا، التي تتبعك. "لا أحد يدخل هنا ليخرج كما كان." تلك العبارة، محفورة على الباب الحديدي الكبير، لم تكن مجرد تحذير. كانت وصية. لأن كل من عبر هذا الباب، لم يترك شيئًا خلفه سوى اسمه... محفورًا على الجدران. "يقال إنها وسوسة الشيطان،لكن أنا أصرخ" هناك أصوات تسمعها عندما تكون وحيدًا هنا. بعضها يهمس، بعضها يصرخ، وبعضها... فقط يتنفس بثقل خلف أذنك. -"لماذا أنت هنا؟" كلمة واحدة، تسألها الجدران، تسألها الأرض، وتسألها العيون التي لا تراها، لكنها تشعر بها. لماذا أنت هنا؟ أبواب تغلق دون أن تُفتح. أشياء تتحرك دون أن تُلمس. والAll Rights Reserved