في أعماق نابولي، تحت أقدام المدينة الصاخبة، تمتد أنفاق قديمة، تخفي خلف جدرانها أسرارًا منسية وظلالًا لا تنام ... تلتقي قوتان لا تلتقيان إلا في صراع قاتل ... عصابتان سيطرتا على المدينة، وكل واحدة منهما تعرف كيف تترك آثارها في الظلام، دون أن يراها أحد.
نوسرا، بقيادة جورجيو نوسرا، عصابة تنسج خيوطها في العتمة. قادتها لا يحتاجون إلى كثير من الكلام؛ أفعالهم وحدها تفرض القوانين ... كل خطوة منهم محسوبة، وكل قرار يحمل معه صدى لا ينتهي.
وعلى الجانب الآخر، تقف داركونا ، بقيادة لونمير داركونا.
ليست مجرد عصابة، بل شبكة معقدة تحكمها فكرة واحدة: السيطرة الكاملة ... لونمير لا يرى خصومه كأعداء بل كقطع شطرنج يُعيد ترتيبها كيفما يشاء.
في هذا العالم، لا مكان للضعفاء، ولا قوانين سوى تلك التي تُكتب في الظلام ... نابولي ليست مدينة عادية، بل مسرحًا لصراع لا ينتهي بين قوتين لا تعرفان الرحمة.
"هناك فرق بين من يخافني ومن يحترمني، وأنت لن تحصل على الخيار."
لا أحد يهرب من ظلي، ولا أحد يعيش بعد أن يلمح وجهي."
*
"الليل هو حليفنا، والدم هو توقيعنا."
*
"كل صرخة تسمعها الليلة ستُكتب باسمك."
*
"لقد غفلت عن التوقيع، أليس كذلك؟ "
" لن يكون هناك توقيع أفضل من دماء عذريتك."
وقع في خيوط عشقها اكثر رجٌلٍ يكره النساء
زعيم المافيا الخطير والمعروف بأنه رئيس لا يُرحم بقسوة قلبه وبروده افعاله، هو قائد قوي لا يهتم بأي شيء سوى نفسه
والان بحد ذاته يركع على قدميه امام مسدسها تصوب نحو رأسه ويتوسل إلى تلك الزعيمة التي كان يكره حتى صوت كعبها واسمها حين ينطق، الذي كان يقتل كُل من يجلب سيرتها كُرهاً لها وحقداً، كان شخصاً مختلفاً تماماً.
"كفاك، لم يكن لدي أبٌ يوماً يا رافاييل، لم يكن لدي عائلة، لم أرَ الحُب، لم أرَ الحنان، أتريد مني ان اثق بكَ انتَ و أكثر رجلٍ كان يجب عليه ان يكون سندي جعل من حياتي سوداء حتى حين موته؟"
"جوانا..انا الذي ساكون لكِ أباً و صديقاً، سأعوضكِ عن كُل ما حدث لك، لن أخذلكِ، انا الذي سأرعى شعوركِ، انا الذي ساكون لكِ عائلة وسأخذ مكان الجميع..ارجوكِ، اعطيني فرصةً واحدة..."
بصمتها نهض على رُكبته أمامها
أخذ نفسً عميقًا ليتنهد بعدها مزيلًا تلك الصخرة التي قبضت صدره، خطف من يدها ذالك المسدس وهو يحدق بدمعات عينيها اللواتي تتلألأ كُرهاً وحُباً
قد اقترب ذالك الطويل ذو الجسم العضلي منها ببطئ ليقول بصوته الرجولي العميق بينما عينيه المظلمة تبدو كأنها ليلٌ دامس
"و الان أخرسي بقبلة و إلا لن اتوب من ثرثرتي"