حِين ينبضُ الرّماد

"كان كالصخر الذي عانقته العواصف ألف مرة دون أن ينكسر كسيفٍ، يحمل في عينيه بريق السماء، وفي ملامحه قسوة الأرض. نشأ في عالمٍ جعل من قلبه حصنًا لا يعرف الانهيار، محصنًا ضد كل ما يمكن أن يضعفه. الحروب التي مر بها لم تترك له سوى جلدٍ قاسٍ وقلبٍ مُغلق، كأن الحب نُفي بعيدًا عن حياته منذ البداية. عاش يقاتل من أجل وطنه، عاهد نفسه ألا يضعف أمام أي شعور، مؤمنًا أن الحب هو الكلمة التي تسرق المقاتلين من معاركهم. كان رجلًا يهرب من كل ما يذكره بالدفء، كأن قلبه قد جُبل ليظل بردًا إلى الأبد. لكن وسط هذا العالم، ظهرت هي. بشيءٍ لا يُفسر، رنيمُُ ، تتسلل إلى مسامع قلبه بنغمة حلم، أثارت فيه أشجانًا لتغمره بدفء من نوع خاص. هي الهمسة التي تطرب صمته، كان وجودها أول نبضة في قلبٍ ظن أنه توقف منذ زمن، وأول شرارة أشعلت نارًا في داخله لم يكن يعلم بوجودها.نارا نبضت من الرماد"