في عينيكِ وجدت فني. عينيكِ الحمراء، التي تومض كالنيران القديمة في قلب الليل، تخبئين فيها أسرارًا لا يعرفها غير الظلال. كلما نظرت إليكِ، شعرت وكأنني أغرق في عالمٍ لا نهاية له، في بحرٍ عميق لا قاع له، حيث لا شيء سوى غموضكِ وجمالكِ الساحر. أنتِ ملكة هذا الكون المسكون بالظلام، وسيدة المخلوقات التي تعيش في الظل، لكن في عينيكِ، لا أرى سوى النار التي لا تنطفئ. تلك العيون التي تحمل تاريخًا قديمًا، وماضيًا سحيقًا، كأنهما يعرفان أسرار العالم الذي تم تنسيقه بعناية في الليل. في كل مرة ألقاكِ، أشعر بأنني أقترب أكثر من مصيري، لا أستطيع الهروب، ولا أرغب في الهروب. أنتِ تجذبينني إليكِ، وكأنكِ الضوء الذي يعكس العالم كله في مرآتكِ، وفي كل لمحة منكِ أجد نفسي أسيرًا في دوامةٍ لا أريد الخروج منها. أنا مجرد بشري تائه في أرضٍ غريبة، لكن في عينيكِ وجدت ما لم أكن أعرفه. في عينيكِ، وجدت فني، لوحتي التي لم أرسمها بعد، رسمتها دون أن أدرك، فكنتِ أنتِ اللون الذي أسقطه على كل شيء حولي. أنتِ الملكة، وأنتِ سيدة هذا الكون. وأنا... مجرد غريب، أسير نحوكِ في صمت، لا أعرف إن كنتُ سأغادر أو أظل في هذا الحلم الأبدي. لكنني أعلم شيئًا واحدًا، وهو أنني في كل خطوة نحوكِ، أجد نفسي أقترب من النهاية... أو ربما البداية.All Rights Reserved