ألحان الظلال

كانت هيناتا تجري في ظلام الغابة الكثيفة، قدمها تتعثر على الأرض الوعرة وكأنها تتسابق مع نفسها. في كل خطوة، كان قلبها ينبض بعنف، يتسابق مع الزمن الذي يلاحقها، بينما الرياح تعصف بشعرها الأسود المبعثر كخيوط متشابكة. الغابة، التي كانت ملاذًا هادئًا في أيامٍ مضت، تحولت الآن إلى متاهة مظلمة تردد صدى خوفها. كانت الحرارة تتسلل إلى وجهها، تكاد تحرقها، بينما البرودة القارسة تخنق أنفاسها.

لقد نجحت في الهروب، ولكن الهروب لم يكن سوى بداية العذاب. كانت تتأمل الظلال التي تحيط بها بعينيها السوداء، التي تعكس ضياعها في هذا العالم الغريب. همسات الرياح كانت تدور حولها، تحمل معها تحذيرات من الخطر الذي يترصدها في كل زاوية. كانت تعرف أن الحُكام الذين يطاردون السحرة سيجدونها في النهاية، ولكن ما كان يلتهم عقلها أكثر هو الخطر الذي ينسل إلى أعماقها. لم يكن هذا الخوف فقط من الذين يتعقبونها، بل كان ينبع من مكان أعمق، من شيء في داخلها، شيء كان يزداد ظلمة مع كل خطوة.