"كانت حياتها تمضي كرقعة من ظلال قاتمة، تحمل على أكتافها أثقالًا من الوحدة والخذلان. كل يوم كان يتشابه مع سابقه، لا شيء يكسر رتابة الألم الذي أحاطها كجدار صلب. وسط ضجيج الناس وأصوات الهتافات الصاخبة في الملعب، كانت تجلس صامتة، تراقب المباراة بعينين لا ترى سوى الفراغ. لكن فجأة، وسط هذا الصخب، لمحته. رجل أردني يقف بشموخ بين جمهوره، كأنما كان نقطة توازن في فوضى الحياة. عيناه الداكنتان عكستا قوة غير عادية، وابتسامته التي بدت عابرة حملت معها دفئًا غير متوقع. كان حضوره كنسمة هواء نقية تتسلل إلى رئتيها المثقلتين، يبعث فيها شيئًا نسيته منذ زمن: الأمل. في تلك اللحظة، بدا وكأن صخب الناس وضجيج الحياة كلها قد تلاشى، ولم يبقَ سوى هو، كأنه وعد جديد بأن الحياة، مهما قست، قد تمنحنا أحيانًا فرصة ثانية."All Rights Reserved