اوليفيا

في أحد الأزقة الضيقة بفلسطين، وسط صخب الحياة وصوت المناشدات والضحكات التي تخترق واقعاً مشحوناً بالألم، كانت روح "ياسمين" تفارق الحياة فجأة، تاركةً خلفها ضجيجاً لا تعرف إن كان بكاءً أو مجرد صدى آخر لحياتها المبتورة. ما أن أغلقت عينيها، حتى وجدت نفسها في عالم آخر، عالم مألوف لكنها لم تكن مستعدة لتعيشه. إنها رواية قرأتها مراراً، لكنها الآن ليست القارئة بل إحدى شخصياتها... والأسوأ، إنها الشريرة التي كتب لها نهاية مأساوية تُروِّع الجميع.

---

أمامها، قصر شاهق يعكس عظمة عائلة الدوق، بخدم يسيرون بخطوات مرتبة وكأنهم قطع شطرنج محكومة بأدوار لا خروج منها. كانت جدران القصر مزيّنة بنقوش تحكي قصص انتصارات العائلة، لكنها شعرت بأن كل قصة مرسومة كانت تُشير نحوها بلوم مكتوم. إنها الآن "اوليفيا"، ابنة الدوق الأرستقراطية المدلّلة، لكنها لا ترى نفسها كذلك. في المرآة، لم تكن انعكاسها هي، بل تلك النظرة الباردة لعيني "اوليفيا"، الشريرة التي خطفت الأضواء فقط لتُطفئها على الآخرين.

---
ذكريات الرواية تتسلل إلى عقلها كأشباحٍ تهمس لها بالعذاب الذي ينتظرها. سبعة أيام... مجرد شهر واحد يفصلها عن النهاية التي عرفت تفاصيلها جيداً: سياط البطل، قسوة الإمبراطورية، والجمهور المتعطش للانتقام.