رواية قرن آمون

أغوص في أعماق الذاكرة، كأنني في بحر بلا حدود، بلا قاع يُلمس، وبلا أفق يُرى.
أسبح بلا هدف، بلا اتجاه، فقط أتبع التيار الذي يجرفني نحو العمق، نحو المجهول.

سمائي ذاكرة، وأرضي ذاكرة، كل ما يحيطني هو ماضٍ يُعيد تشكيل ذاته في صور وأطياف.
بحار عميقة، غامضة، لا معالم لها، ولا نهايات ترشدني.
بلا شواطئ تأويني، ولا موانئ أجد فيها ملاذًا.

كل شيء أزرق. البحر أزرق، السمك أزرق، حتى الأشباح التي تحوم حولي زرقاء.
صخورٌ زرقاء حادة تظهر فجأة أمامي، كأنها تتربص بي.
أراها، نعم، لكن معناها يظل لغزًا.

لا أدرك قسوتها إلا حينما أرتطم بها، حينما تنكسر الأحلام على صلابتها، فتُعلمني دروسًا مؤلمة لم أطلبها.

إنه بحر الذاكرة، بحرٌ لا يغفر، لكنه يُجبرك على المواجهة، وعلى الغوص أعمق لتكتشف ما بداخلك.