حينما أشرَق داوود.

"شمس الأصيل"، فتاة عربية يغمرها شغفٌ لا ينضب بتفاصيل تاريخ الأندلس الذي تفجّرت في رحابه أزهار الحضارة الإسلامية في أوج مجدها. في رحلة دراسية إلى إسبانيا، تخطو شمس نحو قصر الحمراء، ذاك الصرح الذي يروي قصصًا من عصرٍ سطّرت فيه الأنامل العربية مفردات العلم والفن والسياسة. هناك، وبينما كانت تتنقل بين رفقاء الدراسة، يبرز في حياتها "داوود"، المهندس المعماري الذي نبذ إيمانه الكاثوليكي لينبثق شعاع الإسلام في قلبه، فنبذه أهله وأصبح غريبًا في وطنه، كما لو أنه كان يحيا في متاهة من الأرض التي لا تدركه ولا يدركها.

وفي زيارتهما الاستكشافية للقصر، وبينما تتسرب إليهما أنفاس الماضي من جدران هذا الصرح المهيب، هناك، بين أرجاء الزمن المطمور، تتكشف أمامهما أسرارٌ غامضة منسية عبر السنين، حيث الأرواح الساكنة في الزمان والمكان تشاركهما حكاياتها. تصبح رحلتهما أكثر من مجرد استكشاف تاريخي، إذ يتحول الأمر إلى مغامرة في أعماق الزمن، حيث تتداخل الحقائق مع الأساطير والواقع مع الخيال.