في زاوية صغيرة من سوق الكتب الشعبي، كان الدكان الصغير يحتضن رفوفًا متكدسة بالكتب القديمة والجديدة. فتاة هادئة تقضي أيامها بين بيع الكتب ومطالعة عناوينها، باحثة عن حياة أهدأ من صخب العالم حولها. كان هناك رجل، ذو نظرات حادة ومظهر جاد، يدخل الدكان بانتظام. اهتمامه بشراء الكتب منها فقط، حتى لو لم يكن يحتاجها، كان يُثير التساؤلات. كلما حاولت أن تفهم السبب وراء زيارته اليومية، كان يكتفي بابتسامة خفيفة وكلمة واحدة: "هوايتي". ورغم مظهره المهيب، لم يكن يسمح لأي نظرة غير لائقة أو كلمة سيئة تُوجه نحوها إلا ودافع عنها، وكأنه حارس خفي لا يُفارقها. لكن حمايته تلك بدأت تُثير الشكوك. في يومٍ مشؤوم، اختفت الفتاة. الدكان فارغ، والرفوف مغبرة، ولا أثر لها. انتشر الخبر سريعًا: "خصوم الرجل خطفوها!"، ظانّين أنها عشيقته أو ربما شريكته في سرّ ما. وبينما كانت هي تحاول فهم ما يجري وسط الأحداث المتشابكة، بدأ الرجل معركته الخاصة لاستعادتها، واضعًا حياته على المحك. كلما اقترب من الوصول إليها، تكشفت أسرار أكبر عن عالم لم تتوقع يومًا أن تكون جزءًا منه. وهنا تبدأ الحكاية...All Rights Reserved