كانت الحياة بالنسبة إلى ماريا ميلر أشبه بلحن هادئ تعزفه على أوتار أيامها الرتيبة.
مُدرسة موسيقى في نادٍ صغير، تعيش وسط أزقة مدينة يوركشاير الباردة، تحاول أن تبقى بعيدة عن العواصف، أن تنسج لنفسها عالمًا لا تغزوه الأحزان ولا تحطمه الخسارات.
لكنها لم تكن تعلم أن الماضي يترصدها بصمت، ينتظر اللحظة المناسبة ليحطم هدوءها إلى شظايا..!
كل شيء بدأ حين اكتشافها شيئا يؤدي إلى باب لم يكن عليها فتحه...
لكنها فعلت.!
ومنذ تلك اللحظة،
انقلبت حياتها رأسًا على عقب.
ثم جاء هو..
رجل يشبه الليل في غموضه، يحمل في نظراته وعدًا مبهمًا، وولاءً يشبه اللعنة.
هل كان طوق نجاتها أم فخًا جديدًا تنسجه الأقدار حولها؟ لا شيء فيه كان واضحًا، إلا شيء واحد
.
.
.
ظهوره في حياتها لم يكن مصادفة.
كلما تعمقت ماريا في اكتشاف الحقيقة، كلما وجدت نفسها تتخبط في عتمة أسرار لم تكن مستعدة لمواجهتها.
من كان هو حقًا؟ ولماذا يطاردها ؟
الأجوبة كانت هناك، خلف الظلال التي يلقيها هو حولها.
لكن السؤال الحقيقي لم يكن عن الحقيقة وحدها... بل عن القلب الذي بدأ ينبض بإيقاع آخر..!
هل كان عليها حقا أن تثق به؟
أم أنها قد إرتكبت خطئا فادحا سيؤدي إلى معاناتها ؟