كانت الظلال تتحرك كأنها كائن حي، تراقب كل شيء بصمت مريب. في تلك الليلة، بدا القمر وكأنه شاهِد على سرٍ قديم،الظلال كانت دائمًا هناك. تلاحق "ملاكي" كأنها مرآة سوداء تعكس أعمق مخاوفها. لم تعرف متى بدأت تلاحظ وجودها، لكنها الآن لا تستطيع تجاهلها. على الشاطئ، تحت ضوء القمر الخافت، كانت الظلال تتحرك كأنها جزء منها، تقترب منها كلما حاولت الهروب، تهمس لها بأشياء لا تفهمها، لكنها تُشعرها بالقشعريرة.
"ملاكي" حاولت أن تقنع نفسها أن ما تراه مجرد خيال، أن الظلال لا تعني شيئًا... لكنها لم تكن تُصدّق. هناك شيء غريب. شيء أقرب من أن يكون طبيعيًا. كأن الظل يعرف أسرارًا عنها، أشياء لم تخبر بها أحدًا قط.
كل خطوة تخطوها كانت تُحدث صدى في الفراغ، والظل لا يتركها. لم يكن مجرد انعكاس لضوء القمر؛ كان كيانًا حيًا، يرافقها بصمت مرعب، كأنه ينتظر لحظة معينة... لحظة يختار فيها أن يكشف عن نفسه.
وكأنها تحاول أن تحكي قصة... أو تُخفي واحدة.
Menna Al-Atmase