"لطالما كانت الزهور ملاذها، عالماً تلوّن فوضى حياتها برائحة الهدوء. في كل ورقة وبتلة، كانت تجد حكاية تنتظر أن تُضاف إلى صفحات كتابها السري الذي يحوي أسرار الجمال النادر. لكنها لم تكن تعلم أن جمالًا آخر، أكثر خطورة وإغراءً، ينتظرها وسط غابة غامضة.
حين انتقلت إلى منزل جديد يلفّه الصمت والغموض، استحال فضولها شغفًا لا يقاوم. أمام المنزل، امتدت حديقة تخطف الأنفاس، مليئة بأزهار تعرفها وأخرى تجهلها. في لحظة ضعف أمام سحر المكان، قفزت بين الزهور دون إذن، متجاهلة قوانين الخطر.
لكن ذلك الصوت الذكوري العميق الذي شقّ السكون، أعادها إلى الواقع بعنف. سؤال جاف، صوت غاضب ومثير، "اتهتمين بشرح تواجدك في اراضي ليست لك دون طلب الإذن" نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالخوف والانبهار، لتجد رجلاً وسيمًا يقف أمامها، جسده منحوت كتمثال إغريقي، بلا قميص، وملامحه تحمل وعودًا بمغامرة قد تغيّر حياتها إلى الأبد."