زَوجَةُ الدُّون

كان دون سيث سالفاتوري أَخْطَرَ الرِّجالِ في لَنْدَن. يَتَنَقَّلُ بَيْنَ عالَمَيْنِ مُتَناقِضَيْنِ؛ أَحَدُهُما يَعُجُّ بِالتَّرَفِ الظّاهِرِ وَالآخَرِ يَغْرَقُ في ظَلامِ الجَريمَةِ، وَكِلاهُما تَحْتَ سَيْطَرَتِهِ المُطْلَقَةِ، وَكَأَنَّ القَدَرَ انْحَنى طَوْعًا لِإِرادَتِهِ.

أَمَّا أَلانـا كارِسْتِن، فَقَدْ تَغَيَّرَ مَسارُ حَياتِها بِالكامِلِ مُنْذُ اللَّحْظَةِ الَّتي نَطَقَتْ فيها بِـ'أُوافِقُ'، تِلْكَ الكَلِماتِ الَّتي رَبَطَتْ رُوحَها بِعالَمِهِ المُظْلِمِ. فَجْأَةً، وَجَدَتْ نَفْسَها وَسْطَ عاصِفَةٍ مِنَ الأَسْرارِ وَالتَّهْديداتِ. وَمَعَ ذَلِكَ، تِلْكَ الشّابَّةُ ذاتُ الأَعْوامِ الخَمْسَةِ وَالعِشْرينَ لَمْ تَرْتَجِفْ أَمامَ الظِّلِّ الثَّقيلِ لِلْمافْيا. بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، تَحَدَّقَتْ إِلَى الخَطَرِ بِابْتِسامَةٍ جَريئَةٍ، وَكَأَنَّها عَلَى اسْتِعْدادٍ لاخْتِبارِ كُلِّ حُدودِهِ.