كان "أسير" يجلس في غرفته المظلمة، محاطًا بأوراق متناثرة عليها كلمات مبعثرة، انعكاسًا لروحه المتشظية. في كل زاوية من زوايا الغرفة، كان يرى أطيافًا من ذاته-وجوهًا تمزج بين البراءة والوحشية. كأنه يعيش صراعًا داخليًا لا ينتهي، بين ما هو عليه وما يخشى أن يكون. كان أسير يرى في أحلامه دائمًا مشهدًا واحدًا: مدينة مشتعلة، مبانٍ تنهار، والسماء تمزقها أجنحة سوداء. في وسط الخراب، كان يقف هو، وجهه مغطى بظل كثيف، عيناه تتوهجان كجمرة ملتهبة، يراقب بهدوء كل شيء ينهار. كان يشعر بالنشوة في ذلك المشهد، لكنه كان يفيق منه مذعورًا. هل هذا هو مصيره؟ أن يكون سبب الدمار الذي يخشاه؟ في يوم من الأيام، وبينما كان يجلس محاولًا كتابة ما يجول في صدره، حدث شيء غريب. الغرفة بدأت تهتز، والجدران التي عرفها لسنوات بدت وكأنها تنسحب بعيدًا، تاركةً خلفها فراغًا بلا نهاية. وقف أسير ببطء، محاولًا أن يلتقط أنفاسه، لكنه لم يجد هواءً. فجأة، ظهرت أمامه مرآة ضخمة، لكنها لم تعكس صورته كما توقع. عوضًا عن ذلك، رأى وجهًا مشوهًا، بعيون شرسة وأنياب طويلة، ينظر إليه بابتسامة ساخرة. - "أخيرًا... قررت أن تواجهني؟" قال الظل داخل المرآة. تراجع أسير خطوة إلى الوراء، ثم سأل بصوت متقطع: "من أنت؟" ابتسم الظل وقال: "أنا أنت... أنا الحقيقة التي تحاول إنكارAll Rights Reserved