مقدمة الرواية في عالم لا يعترف بالثبات، كان الفتى يدرك أن الوداع أحيانًا يأتي دون سابق إنذار، كريح عابرة تحمل معها ذكريات الطفولة، الأحلام التي لم تكتمل، والخوف الذي صار ظلًا دائمًا في حياته. كان عمره تسع سنوات حين ترك بلاده. لم يكن يفهم وقتها معنى أن يُجبر على ترك كل شيء خلفه، أن يُجرد من منزله، وألعابه، وحتى الأمان الذي كان يعتقد أنه حقٌ دائم. تعلّم سريعًا أن البقاء ليس خيارًا، فهرب مع عائلته إلى تركيا، باحثًا عن مأوى جديد، عن أرضٍ قد تحتضن طفولته الممزقة. لكن تركيا لم تكن نهاية معاناته، بل بداية طريق طويل وشائك. هناك، في تلك الأرض الغريبة، ظهر "هو"، الشاب الذي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا. لم يكن مجرد شخص، بل كان كابوسًا متحركًا، ظلًا يلاحقه في كل زاوية، وسببًا دفعه للهرب مرة أخرى. لم يعد هناك مفر سوى المغادرة. مرت السنوات كأنها دهر. الآن، وقد أصبح عمره خمسة وعشرين عامًا، يعود إلى تركيا، لكن هذه المرة بقدمين أثقلتهما التجارب، وقلب حمل أعباءًا لا توصف. العودة ليست فقط إلى أرض كانت يومًا ما ملجأً مؤقتًا، بل إلى أسرار دفنها الزمن، وألم ظل ينزف دون توقف. ما الذي ينتظره هناك؟ هل سيواجه شبح الماضي الذي طارده؟ أم أن عودته ستكون بداية لرحلة جديدة، حيث الحقيقة أشد قسوة مما تخيله؟ تركيا لم تعد كما كانت، وهو لم يعد الطفل الذي هرب. لكن، هل يمكن للجرح القديم أن يلتئم في ظل عودة الخوف، أم أن للقدر مخططات أخرى؟ هذه ليست مجرد قصة عن هروب أو عودة. إنها حكاية عن جروح الماضي، عن مواجهة الظلال، وعن محاولة إيجاد السلام في عالم لا مكان فيه للراحة.All Rights Reserved