عندما دخلت ليلى القرية لأول مرة، كان الجو كئيبًا ومخيفًا. الأشجار المحيطة كانت عالية وكثيفة، وكأنها تراقبها عن كثب. كان هناك شعور غريب وكأن الزمن قد تجمد هنا، كما لو أن الحياة توقفت منذ عقود. الطرق ضيقة وملتوية، مغطاة بالغبار الكثيف الذي لم يتمكن من الرياح أن تنقله بعيدًا. كانت الأرصفة مكسورة في بعض الأماكن، وكأنهم قد تجاهلوا صيانتها لفترة طويلة. المنازل قديمة، حجرية، ذات نوافذ مغلقة بستائر داكنة. ألوانها باهتة، وعندما نظرت إليها، شعرت وكأن الألوان قد امتصها الزمن، لدرجة أن حتى الطلاء يبدو مشوهًا. بعض المنازل كانت تحمل رموزًا غريبة محفورة على أبوابها، كأنها تحذيرات غير مرئية للغرباء. لم يكن هناك صوت في القرية سوى صوت خطوات ليلى على الأرض المتهالكة. كان الهواء باردًا بشكل غير طبيعي، رغم أن الشمس كانت لا تزال فوق الأفق. في بعض الأماكن، كان الظل يختفي في زوايا الشوارع، كما لو أن الظلال تبتلع الضوء بشكل غريب. عندما دخلت ليلى النزل، كان الهواء داخل المكان ثقيلًا ورطبًا، وكان الإضاءة ضعيفة جدًا، لدرجة أن الضوء الخافت من المصابيح القديمة كان يعكس ظلالًا طويلة على الجدران المتهالكة.All Rights Reserved