عزف التنانين

في زاوية بعيدة من العالم ، نشأت "إيلينا" في قرية صغيرة تعانقها الطبيعة و تغمرها البساطة

حياتها كانت نسيمًا هادئًا يعزف على أوتار السلام ، و أيامها لا تعرف سوى العمل في الحقول و ألحانًا تنسجم مع صوت الأمواج

في عالمها ، كانت الأساطير مجرد خرافات ترويها الجدات تحت ضوء القمر ، و التنانين كائنات من نسج الخيال ، تنبض بها صفحات الكتب القديمة

لكن القدر لا يترك أحدًا يعيش بهدوء طويلًا

في ليلة غاب فيها القمر خلف الغيوم ، اجتاحت قرية "إيلينا" يد الخراب ، وأحرقت النيران كل زاوية فيها

لم يبقَ شيء سوى ذكريات حارقة و رماد متناثر

و حين تبددت أحلامها وسط الدمار ، وجدت نفسها تُقاد إلى طريق مجهول ، طريق نحو جزيرة لم تسمع بها من قبل... "بيرك"

جزيرة تختلف عن عالمها تمامًا ، حيث السماء تمتلئ بأجنحة التنانين ، و حيث يخوض سكانها صراعًا أزليًا بين الخوف و القوة

و في قلب هذا العالم الجديد ، كان هناك "هيكاب" ، سيد التنانين و قائدها ، شاب حمل على عاتقه مسؤولية لم تكن "إيلينا" تفهمها

و مع ذلك ، شيئًا فشيئًا ، و في لحظة لم تكن تتوقعها ، بدأ قلبها ينبض بإيقاع جديد ؛ إيقاع لم تصنعه أوتار آلاتها الموسيقية ، بل شعور دافئ غريب

كان الحب شيئًا لم تفكر فيه من قبل ، لكنه تسلل إليها بصمت ، كما تتسلل النغمات إلى الأرواح ، ليغير كل ما