"براثن الغياب"
لطالما كان الغياب أشد وطأة من الفقد، فهو لا يمنحك نعمة النسيان، بل يتركك معلّقًا بين الأمل واليأس، بين الحقيقة والوهم، بين ما كان وما لم يكن.
اثنا عشر أخًا، نشأوا في عوالم متباعدة، يحمل كل واحدٍ منهم ندوبه الخاصة، بعضها ظاهرٌ كجروح لم تلتئم، وأخرى مخفية في أعماق أرواحهم، تنبض كلما مرّ طيف الماضي من أمامهم. لم يجمعهم سقفٌ واحد، ولم يربط بينهم سوى دمٌ صامت، لم يدركوا ثقله إلا عندما اجتمعوا أخيرًا تحت ظل الحقيقة.
كان الأب قد اختار الهروب، اختار أن يدفن جزءًا من حياته كي يحمي الجزء الآخر، لكنه لم يدرك أن ما يدفن لا يموت، بل يتحوّل إلى شبحٍ يطارده، وها هو الآن يعود ليواجه أبناءه الذين تركهم خلفه، متأرجحًا بين الندم والرغبة في استعادة ما فقده.
لكن... هل يمكن لشيءٍ تهشّم بفعل الزمن أن يعود كما كان؟
هل يمكن للإخوة الذين لم يعرفوا بعضهم يومًا أن يصبحوا عائلة؟
وهل يستطيع الماضي أن يصفح عن الحاضر، أم أن الجراح القديمة ستظل تُعيد نفسها كقدرٍ لا مهرب منه؟
في "براثن الغياب"، ليست الحقيقة وحدها من ستنكشف، بل المشاعر التي أُخفيت، والأسرار التي طُمرت، والخيط الرفيع بين الحب والكراهية، بين التقبّل والرفض، وبين ما كان يجب أن يكون... وما صار عليه الأمر.
في عُزلتي مَعهم غاية والغاية تُبررُ الوَسيلة
كُـنتُ أنويّ مُداوتَهم
فَـ إذا بي أكتشفُ أنَّ خلفَ أمراضهم شِفائي وفي بُعدِهم سُقمٌ لا شِفاءَ بَعدهُ أبدا ..
فَـ ما الحَل ْ لو غادَرونيّ ؟
ضَيعَتُهم ضَيعَونيّ
نادَيتُهم اِسمَعونيّ ..
لا تَرحلوا ، قِفوا هُنا خَلفَ الجِدار ، أنويّ العِناق
فَـ ما ضَرَكم لو عانَقتُكم وطلبَتُ راجيةً أنْ بَينَ اضلاعكُم كَفنونيّ
هَلْ تَقبَلونيّ ؟؟....
* لا أُحلل نقل الرواية في تطبيق الواتباد .