كان الجو غائمًا، والسماء تمطر بغزارة، وكأن الطبيعة نفسها تبكي على الفتى الذي رحل قبل أوانه. الجنازة كانت مهيبة، مئات الأشخاص يرتدون الأسود، وجوههم تعكس الحزن والغضب. ابن زعيم عائلة "مين"، كان يرقد في تابوته، شابٌ في ريعان الشباب، قُطعَت حياته فجأة بظروف غامضة. عائلة "مين" كانت حاضرة بكامل قوتها، يرأسهم الزعيم "مين جونغ إيل"، رجلٌ في الخمسينيات من عمره، عيناه تحملان بريقًا حادًا كالسيف، لكن اليوم كانتا غائمتين بالألم. وقف بجانب التابوت، يداه تقبضان على حافة النعش، وكأنه يحاول الإمساك بآخر بقايا ابنه. فجأة، دخلت مجموعة جديدة إلى المكان. كانوا يرتدون بدلات سوداء أيضًا، لكن حضورهم كان مختلفًا. الزعيم "كيم سونغ دون"، رئيس عائلة "كيم"، كان يقود المجموعة على كلتا جانبيه ابنيه "كيم نامجون" و "كيم تايهيونغ". خطواته كانت ثقيلة، ووجهه كان صارمًا، لكنه حمل معه باقة زهور بيضاء كرمز للتعزية. رفع "مين جونغ إيل"رأسه ببطء، وعيناه التقتا بعيني "كيم سونغ دون". توتر الجو في لحظة، وكأن الهواء توقف عن الحركة. "كيم" اقترب بخطوات بطيئة، ووضع باقة الزهور بجانب التابوت، ثم التفت إلى "مين". "تعازي الحارة، جونغ إيل. خسارة كبيرة لعائلتنا جميعًا." صوت "كيم" كان هادئًا، لكنه حمل في طياته شيئًا لم يُقل. "مين" لم يرد على الفور،All Rights Reserved