When your memory betrays you

جونغكوك:

كان هناك شيء خاطئ في عينيها. لوناريس. أعرف أنها لوناريس، أو هكذا يقول لي صوتٌ منطقي في رأسي، لكن شيئًا آخر، أقوى، يخبرني أن تلك ليست هي. مقلتاها مظلمتان أكثر من المعتاد، بشرتها أملس، طريقة ابتسامتها مفتعلة...

أغمض عيني للحظة، أحاول تثبيت الزمن في رأسي، لكنه ينزلق من بين أصابعي كالرمال. هل نحن في الأمس؟ أم في الغد؟ أفتح عيني من جديد، فأجدها تحدّق بي.

"جونغكوك، هل أنت بخير؟"

أتحسس معصمي، أضغط عليه حتى أشعر بالنبض يطمئنني أنني ما زلت هنا. أومئ لها، لكن الشك لا يزال يسري في عروقي. لو كنت أعيش في كابوس، فسيكون هذا هو. العالم مليء بالمستبدلين، أجساد مألوفة وأرواح غريبة تسكنها.

لوناريس

لا أستطيع رؤية وجوههم. ليس لأنهم مشوّشون أو أن الظلام يخفي ملامحهم، بل لأن عقلي لا يستطيع تخزين صورهم.
أحاول تذكّر ملامح جونغكوك، أحاول أن أرسمه في خيالي، لكنه يظلّ ظلًا بلا تفاصيل. كأنني عمياء في عالم ممتلئ بالألوان التي لا أستطيع رؤيتها.

ثم هناك يدي... أراقب أصابعي وهي تتحرك وحدها، تطرق الطاولة بلا سبب، تعبث بخصلات شعري دون أن أعطيها أمرًا بذلك. أنا ولستُ أنا.

"لوناريس، هل تفكرين بشيء؟" صوت جونغكوك يبدو ضائعًا.

أودّ أن أقول له الحقيقة، أنني لا أستطيع حتى تذكّر ملامحه، لكنني أصمت. هو أيضاً غارق في عالمه المش