
هي كزهرة جريحة، ارتوت من حبٍّ عابرٍ ذات زمن، فلم يمنحها غير شوكٍ وذبول. تركها الطرف الثالث كسفينة غارقة في بحر الخيانة، فلم تعد تثق بميناءٍ ولا بشراع. وهو، السيد الذي تُحاك حوله الحكايات، جاذبيته الشهيرة تسبق خُطاه كما يسبق العطر نسيمه. غير أنّ خلف بريقه يختبئ قلب منفيّ، أثقله النبذ العائلي، يبحث عن دفءٍ يُرمّم وحدته كما يرمّم القمر ظلم الليل. حين جمعهما القدر، بدا اللقاء أشبه برقصة بين النار والندى؛ هي تخشى أن تحترق، وهو يخشى أن يتلاشى إن لم يعانق نورها. لكن الماضي لا ينام... فالذي أضاعها قديمًا يعود اليوم، يطالب بما أضاعه، كمن يفتش عن لؤلؤة سقطت منه في لجّة البحر. فتتأرجح هي بين رجلين: أحدهما يُعيد إليها الإحساس بالحياة كنسمة فجْرٍ على قلبٍ عطِش، وآخر يجرّها إلى جرحٍ بليغ، كليلٍ بلا نجوم. "All Rights Reserved