ليلٌ ثقيل، وخوفٌ لا ينام... حين يهبط الليل، تسكن الأصوات، لكن هناك صوتٌ في داخلي لا تسكت، أفكاري تتشابك كأغصان شجرة مهجورة، و الظلام يزحف إلى زوايا روحي، يذكرني بكل ما أخشاه. أغمض عينيّ فأجدني في ممر طويل من الذكريات، تتعثر قدماي في ظلال الخوف، أحاول الفرار، لكن النوم ليس مرفأً آمنًا، هناك، في منتصف الليل، حين يهدأ كل شيء، ينهض الوحش القابع في صدري، يسرق أنفاسي، و يجعلني عالقًا بين الحلم و اليقظة. أشعر بيدٍ باردة تمتد نحوي، لا أرى من يملكها، لكني أعرفه... إنه خوفي القديم، زائري الذي لا يغادر، أحاول أن أصرخ، أن أتحرك، لكن جسدي عاجز، و كأن الليل قد تكوّر فوق صدري، يسلبني القدرة على الهروب. في لحظة، ينكسر الطوق، يعود الهواء إلى رئتي، فأستيقظ... أنظر حولي، الغرفة كما هي، لا شيء تغيّر، سوى أنني نجوت مجددًا من ظلال لا يراها أحد غيري.All Rights Reserved