كانت نقية كالثلج، هشة، صافية، وعالماً من البراءة النقية... لكنهما كانا الدماء التي تغطي ذلك البياض، يحولانه إلى مشهد مثالي من الفساد المغري. في جدران المدرسة الداخلية، حيث يُفترض أن تُزرع القيم وتُصقل الأرواح، نشأت قصة لم يكن يجب أن تولد. طالبة مصابة بالتوحد، مختلفة عن الجميع، تعيش في عالمها الخاص، غير مدركة أن هناك عينين تراقبانها من الظلّين، عينين مسكونتين بهوس لا يعرف الرحمة. أستاذان، كلاهما مختل بطريقته، كلاهما يرى فيها شيئًا يتجاوز البراءة-يرى فيها الامتلاك، الهيمنة، والخطيئة التي لا تُغتفر. أحدهما يحيطها بحنان زائف، كذئب يكسو مخالبه بالحرير، والآخر لا يخفي وحشيته، يفرض سيطرته بلا خجل، كأنها ليست سوى دمية خلقها القدر لتكون له. بين هوسهما وصراع السيطرة، كانت هي العالقة في المنتصف، لا تفهم قواعد اللعبة، لا تدرك أنها الهدف، وأن الحب الذي يقدمانه ليس سوى قناع آخر للرغبة المشوّهة. وفي هذه المدرسة، لم يكن هناك مفر... فالثلج الأبيض قد تلطخ بالدماء، ولم يعد هناك طريق للعودة.All Rights Reserved