في محراب الحب
حين يُقبلُ القلبُ على العشق، يُقبلُ كالعابدِ الخاشعِ إلى محرابه، لا يسألُ عن السبيلِ ولا يُبصرُ النورَ أو الظلال، بل يسيرُ بقدَرِه المحتومِ، مترنحًا بين الرجاءِ واليأس، بين الوصلِ والحرمان.
هذه حكايةُ قلوبٍ أرهقها التوقُ وأضناها الانتظار، تشبّثتْ بوعودٍ لم تُقطع، وسعتْ خلفَ ظلالِ أملٍ تتراقصُ أمامَها، كسرابٍ في صحراءِ الروح. إنها رحلةُ العشقِ حين يكونُ عبادةً، حين يرفَعُ المحبُّ أكفَّ الرجاءِ لا ليطلبَ، بل ليحمدَ على النعمةِ والعذابِ معًا.
هنا، في محرابِ الحب، لا يكونُ العاشقُ سيدَ أمرِه، بل أسيرًا لنظرةٍ، سجينًا لكلمةٍ، تائهًا في دروبِ الشوقِ التي لا يعرفُ لها منتهى.
فهل تُرى سينالُ العابدُ رضا محبوبِه، أم يظلُّ تائهًا في صلاتِه إلى الأبد؟