رمَاد السّاحِرة.

«مشعوذة أو ساحرة.؟ كلاهما.»

لطالما اِرتأت سُهاد أنها لا تنتمي للعالم الرمادي الذي تعيش فيه، والذي يستتر خلف حجاب الترف والرفاهية والحريّة.

لم تكن حتى جزءًا ضئيلا منه، لا شيء فيه يستهويها، لا تلك البنايات الشاهقة والتي يزداد طولها على مر الزمن بشكل يؤلم العيون، ناطحات السحاب التي بات السحاب نفسه يشتكي منها، التكنولوجيا المتطورة التي لعبت بعقول بشر لم يكن لهم وعي للسيطرة على أنفسهم أمامها، ساكنيه الذين يستنزفونه كما استنزفها، فصارت الفتاة كلعنة في وجوه من يراها.. كجرثومة يتجنبها الجميع لأسباب ترهق العقل بمجرد التفكير فيها.

بينما كانت محصورة ومحجوزة داخل قفص تلك الحجرة العاتمة، فتح باب من العدم، لتدلفه فيقودها إلى عالم آخر تماما، عالم الأطياف أو كما يعرف عندهم بعالم الفناء الأبدي تكون فيه الحياة نقيضة تماما لإسمه.

كانت الشابة دخيلة ومتورطة فيه كذلك، لتلتقي بملكتهم آريا التي سترشدها وتحميها من بقية الأطياف ليكتشفا معا بعدها حقائق كانت مخفية من آلاف السنين تجلب معها تغييرات قسرية شائبة.