فِي هَذَا الْكِتَابِ، أُعَبِّرُ عَمَّا فِي دَاخِلِي، عَنْ مَشَاعِرِي الَّتِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَهَا بِالْكَلِمَاتِ، عَنْ أَوْجَاعِي الَّتِي تَحْتَلُّ كُلَّ زَاوِيَةٍ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي. أَكْتُبُ لِأُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِي، وَلِأَكُونَ صَادِقَةً مَعَ مَا أَشْعُرُ بِهِ دُونَ أَنْ أَحْمِلَ مَزِيدًا مِنَ الْعَبْءِ عَلَى رُوحِي. لَيْسَ عَلَيْكُمْ قِرَاءَتُهُ، فَهُوَ كَئِيبٌ جِدًّا، يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ كُلَّ مَا عَجَزْتُ عَنْ قَوْلِهِ. قَدْ تَظُنُّونَ أَنَّنِي أَكْتُبُ لِأَحْمِلَ عَنْ نَفْسِي الْأَلَمَ، لَكِنَّ الحَقِيقَةَ أَنَّنِي أَكْتُبُ فَقَطْ لِأَنَّنِي بِحَاجَةٍ لِأَنْ أَفْرِغَ كُلَّ مَا بِدَاخِلِي قَبْلَ أَنْ يَتَرَاكَمَ وَيَتَحَوَّلَ إِلَى عِبْءٍ أَكْبَرَ. الْكِتَابَةُ هِيَ طَرِيقَتِي الْوَحِيدَةُ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ هَذَا الْوَجَعِ الَّذِي لَا أَسْتَطِيعُ كَتْمَهُ أَكْثَرَ. تَحَمَّلْتُ الْأَلَمَ طُولَ عُمُرِي، وَأَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَ الْمَزِيدِ، لَكِنَّ فِي النِّهَايَةِ، إِنَّهُ مُتْعِبٌ وَأَحْتَاجُ أَنْ أُعَبِّرَ عَنْهُ أَحْيَانًا. لَا بَأْسَ فِي الْكِتَابَةِ، فِي إِخْرَاجِ مَا بِدَاخِلِي قَلِيلًا. بِالنِّهَايَةِ لَا أَحَدَ يَعْرAll Rights Reserved